المترجم: Mohammed Basheer المدقّق: omar idmassaoud
في كل يوم، يمتد أمامنا عدد كبير من القرارات.
بعضها صغير وغير مهم،
والبعض الآخر له تأثير كبير على حياتنا.
على سبيل المثال، لمَن سأصوت من السياسيين؟
هل يجب أن أجرب أحدث حمية غذائية؟
أو هل ستجعلني رسالة بريد الكتروني مليونيرًا؟
تواجهنا كثير من القرارات
التي من المستحيل أن نتخذ فيها قرارًا صائبًا في كل مرة.
لكن هنالك العديد من الطرق لتحسين فرصنا،
وإحدى التقنيات الفعّالة على وجه الخصوص هي التفكير النقدي.
وهي طريقة لتحليل السؤال
تجعلنا نقيّّم الوضع بعناية،
ونكشف المشكلات الخفية، كالتحيز و الخداع.
ثم نتخذ أفضل قرار.
إذا كانت كلمة "نقدي" تبدو سلبية، فهذا لأنها كذلك بالفعل.
فبدلا من اختيار إجابة فقط بسبب الشعور أنها صائبة،
الشخص الذي يستخدم التفكير النقدي
يجعل كل الخيارات المتاحة خاضعة للشك وللتدقيق.
باستخدام الأدوات في متناوله،
سيستبعد أي شيء عدا المعلومات المفيدة والموثوق بها.
توجد طرق عديدة للوصول للتفكير النقدي.
لكن هذه طريقة من 5 خطوات
قد تساعدك في حل أي عدد من المشاكل.
أولا: قم بصياغة السؤال.
بمعنى آخر أعرف ما تبحث عنه.
هذا ليس دائما بالبساطة التي يبدو عليها.
مثلا، إذا كنت تفكر في هل ستقوم بتجربة حمية غذائية جديدة،
أسبابك لفعل هذا قد تكون مبنية على عوامل أخرى.
كالإدعاء بأنك ستحصل على نتائج في أسبوعين.
لكن عندما تباشر عملية اتخاذ القرار
مع رؤية واضحة عما تريد تحقيقه من النظام الغذائي
سواء كان ذلك فقدان الوزن،
أو تغذية أفضل،
أو الحصول على طاقة أكبر،
هذا سوف يجهزك بمعلومات دقيقة،
وستجد ما تبحث عنه،
وستقرر ما إذا كان هذا الهوس الجديد حقًا يحقق احتياجاتك.
تانيًا: اجمع البيانات.
يوجد الكثير منها هنا،
لذلك تحديد فكرة لسؤالك سوف يساعدك في تحديد المفيدة منها.
إذا كنت تحاول اتخاذ قرار في حمية غذائية لتحسين نظامك الغذائي،
يمكن أن تطلب من الخبراء بعض النصائح،
أو الحصول على شهادات الآخرين من تجاربهم.
جمع المعلومات يساعدك على مفاضلة الخيارات المختلفة،
ويجعلك تقترب من القرار الذي يحقق هدفك.
ثالثا: تطبيق المعلومات،
شيء تفعله بطرح سؤال انتقادي.
تواجه السؤال وتسأل نفسك، "أي الأفكار تعمل بشكل أفضل؟"
"ما هي الافتراضات الموجودة؟"
"هل تفسيري للمعلومات منطقي؟"
مثلًا: في رسالة البريد التي تعدك بالملايين
يجب أن تأخذ بعين الاعتبار "ما الذي يجعلني أتقدم في هذا الوضع؟"
"هل أفترض أن المرسل صادق؟"
"بناءًا على الأدلة، هل من المنطقي افتراض أنني سأحصل على نقود؟"
رابعًا: التفكير في الآثار المترتبة على اتخاذ القرار.
تخيل، أنه وقت الانتخابات،
وقد قمت بالتصويت لمرشح سياسي بناءًا على وعوده
بتخفيض أسعار الوقود.
للوهلة الأولى، يبدو ذلك عظيما.
لكن ماذا عن الآثار البيئية على المدى الطويل؟
إذا كان استخدام البنزين غير مقيّد بالتكلفة،
هذا من الممكن أن يحدث طفرة في تلوث الهواء.
عاقبة غير مقصودة ولكن يجب التفكير بها.
خامسًا: استطلاع وجهات النظر الأخرى.
اسأل نفسك لماذا ينجذب الكثير من الناس
إلي السياسات المعارضة للمرشح السياسي؟
حتى ولو كنت لا توافق كل ما يقوله المرشح،
استعراض كل الآراء أولًا
قد يفسر لك لماذا بعض السياسات التي تبدو غير صالحة بالنسبة لك، تروق للآخرين.
هذا سيسمح لك باستعراض البدائل،
وتقوم بتقييم خيارك الخاص،
وأخيرًا يساعدك في صناعة قرار متعمق.
عملية الخمس خطوات هي مجرد أداة واحدة،
في الوقت الراهن لايمكنها معالجة القرارات الصعبة في حياتنا.
لكن يمكنها مساعدتنا في زيادة أرقام القرارات الإيجابية التي نقوم باتخاذها.
يمكن أن يعطينا التفكير النقدي الأدوات للتدقيق في بحر من المعلومات
والحصول على ما نبحث عنه.
وإذا استخدمه عدد كاف من الناس،
فإن لديه القدرة على جعل العالم مكانًا أكثر اتزانًا وعقلانية.