المترجم: Bashar Swan المدقّق: omar idmassaoud
جرعات الكركم والزنجبيل وشراب البلسان وأقراص الفيتامين س.
لا أحد يحب أن يمرض وذلك قد يفسر اهتمام الكثيرين
بالمنتجات التي يمكن أن تدعم جهاز المناعة لدينا.
(موسيقى)
[خواص الجسم مع د. جين جانتر]
عادة ما تكون مشكلتنا أننا نعامل جهازنا المناعي بطريقة خاطئة.
نعتقد أنه مثل العضلات التي نستطيع تقويتها
بتجرع الكثير من مضادات الأكسدة والمكملات الغذائية.
ولكن لا يمكننا معاملة جهاز المناعة بتلك الطريقة.
بينما يمكن تقييد عمل جهاز المناعة وإضعاف فاعليته،
-عند الشخص الذي يتلقى العلاج الكيميائي على سبيل المثال-
ولكن في المقابل، من غير الممكن تقوية الجهاز المناعي بشكل عام.
وظيفة جهازنا المناعي هي حمايتنا من البكتيريا والفيروسات والفطريات والسموم
التي يمكن أن نواجهها بشكل يومي.
بالإضافة إلى أنه يلعب دورا كبيراً في التئام الجروح.
فهو يمثل شبكة أنيقة من الخلايا والأنسجة والأعضاء
التي تعمل مع بعضها البعض.
يتألف الجهاز المناعي من قسمين رئيسيين
جهاز المناعة الفطري وجهاز المناعة التكيّفي.
جهاز المناعة الفطري يتضمن وسائل الدفاع غير المتخصصة
وهو يمثل خط الدفاع الأول لدينا.
فهو يساعد في ردع مسببات الأمراض قبل أن تُحدث أي مشاكل.
يمكن تشبيهه بالحارس الأمني على باب النادي الليلي.
فهو يبقي المتطفلين في الخارج
أو يبطل مفعولهم بعد دخولهم بوقت قصير لمنعهم من افتعال شجار في الداخل.
فهو يتعرف فقط على مكنوناته،
تلك التي يسمح لها بالدخول للنادي
وعلى الأشياء الخارجية
التي لا يسمح لها بالدخول.
تتجلى المناعة الفطرية في الحواجز الجسدية الموجودة في الجلد
والشعر المتواجد في الأنف وأيضا رموش العين التي تلفظ الغبار
وحتى الإفرازات المهبلية التي تقي من الالتهابات.
إذا تمكن مسبب لمرض ما من اختراق الخط الأمامي لدفاعنا
لدينا طبقة أخرى من الحماية وهي جهاز المناعة التكيّفي
وهذا النظام أكثر تعقيداً وتخصصاً من رجلنا الأمني.
يستجيب هذا النظام للمستضدات،
وهي بروتينات خاصة تتواجد على أسطح مسببات الأمراض
وهي تساعد في معرفة نوع مسبب المرض فهي مثل بطاقة الاسم الخاص به.
فجهازك المناعي يفحص بطاقات الأسماء بانتظام
وعندما يلاحظ أن إحداها غير موجودة في قائمة المدعويين
فحينها يشكل جهاز المناعة التكيفي خلايا مناعية فريدة للهجوم
وهي خلايا دم بيضاء متخصصة تدعى بالخلايا اللمفاوية.
دعني أخبرك ما المذهل في الأمر:
يتذكر جهازنا المناعي هذه العملية.
وفي المرة المقبلة التي نتعرض فيها لمسبب المرض نفسه
يتذكره جهاز المناعة ويتذكر كيفية التعامل معه.
لسنا متأكدين بعد من عدد المستضدات التي يستطيع جسدنا التعرف عليها
ولكن بعض العلماء يعتقدون أن جسدنا يفرز المليارات من المضادات الحيوية.
ولكن هنالك ما يجب تذكره جيداً
يمتلك جهازنا المناعي أجزاءً عديدة يلعب كل منها دوراً مختلفاً.
وهذا ما يخلق الكثير من الإشكاليات في عملية “تعزيزه”.
فعندما يذكر الشخص “تعزيز الجهاز المناعي،”
ماذا يعني ذلك بالضبط؟
هل يعني زيادة إفراز الهيستامين
الذي يحدث عندما يلامس الجسم اللبلاب السام؟
سوف يسبب لك ذلك حكة أكثر من ذي قبل.
أم هل يعني شحن الخلايا التائية والبائية بشكل فائق؟
هل يمكن أن يجعل ذلك جسدك يهاجم خلاياه نفسها
مثل ما يحدث في أمراض المناعة الذاتية؟
لذا بدلاً من التفكير بعضلة تستطيع تقويتها بتمرين بسيط
ستكون الحديقة تشبيهاً أشمل.
فجهازك المناعي يحتوي الكثير من العناصر
مثلما تحوي الحديقة أنواعاً عديدة من النباتات.
وتحتاج كل نبتة إلى المقدار الصحيح من الشمس والظل والماء.
فالكثير من الشمس يمكن أن يفيد نبتة ولكن يدمّر أخرى.
فزيادة أي مقدار يمكن أن يؤدي إلى خلل في توازن النظام البيئي ككل.
إذا كنت تحصل على التغذية التي يحتاجها جسدك
وفق حمية صحية ومتوازنة
فأخذ جرعة زائدة من فيتامين واحد
لن يساعد عمل جهازك المناعي ككل.
وهنالك بعض الفيتامينات التي إن تجرعت أكثر من حاجتك منها
سوف يتخلص جسدك تلقائياً من الفائض الغير ضروري.
تكمن حاجة المكملات الفيتامينية فقط عندما يكون لديك خلل حقيقي.
وفي الحقيقة تخبرنا بعض الدراسات أن الفيتامينات والمكملات الغذائية
قد تترك أثراً سلبياً عندما لا يكون هنالك حاجة طبية لها.
يمكن أن تأخذ الأمور مجرىً خاطئاً أحياناً في جهازنا المناعي
مثل حالات الحساسية وأمراض المناعة الذاتية
والفشل في الكشف عن الخلايا الشاذة.
ولكن مسببات كل واحدة من هذه المشاكل
معقدة وعادة ما تكون غير مفهومة.
ولكن من المؤكد أنها لن تشفى بحبوب تعزيز المناعة الإعجازية.
على الرغم من ذلك، هنالك شيء واحد أثبت جدارته مرة بعد مرة
في تأثيره الإيجابي المذهل على جهاز المناعة.
اللقاحات.
اللقاحات مذهلة بحق.
هي تحتوي على جزء مُضعف أو غير نشط من مسبب مرض ما، مثل الإنفلونزا،
يتضمن هذا الجزء بطاقة الاسم الخاصة بمسبب المرض.
مما ينبّه الجسم لإفراز المضادات الحيوية
بدون الحاجة لأن يعاني من المرض قبل ذلك.
فبدلاً من تعزيز جهاز المناعة ككل
تعطي اللقاحات الجسم ما يحتاجه بالمقدار الصحيح لكي يستجيب
لمسببات أمراض محددة بسرعة وشراسة.
لذا تأكد من أخذ لقاحاتك وجرعة لقاح الإنفلونزا كل سنة.
اتبع حمية صحية ومتوازنة في أكلك.
إذا أردت جهازاً مناعياً قوياً
تجنب التدخين ونل قسطاً مناسباً من النوم.
ما غير ذلك، دع جهازك المناعي كي يقوم بعمله.