المترجم: Hazem Idriss المدقّق: omar idmassaoud
أحياناً، السهل يعني الصعب.
هل سبق و أن وكلت إليك مهمة سهلة،
و التي هي بالنسبة إليك من الصعب جداً القيام بها،
و ربما ليس لأحد سواك؟
عندها ستواجه الإحباط.
لقد جربتُ ذلك عندما بدأت بأخذ دروس غناء،
و طلب مني معلمي أن أتنفس من الحجاب الحاجز.
هذا سهل، هذا هو تنفسنا الطبيعي، و لكن في الواقع من الصعب كثيرا القيام بذلك
و هذا هو سر المغنيين العظيمين.
ذلك مشابه لما يحصل
عندما يدخل مدير الى اجتماع و يطلب منك أن تفكر خارج الصندوق.
هيا، أعطني أفكاراً خلّاقة.
فكّر خارج الصندوق، أريد أن أسمع ذلك.
أريد فكرة جديدة.
سهل، بسيط، و لكن في الواقع من الصعب كثيرا القيام به.
عليك التمرن على ذلك.
عليك أن تعرف كيف تخرج من الصندوق، و إلى أين تذهب،
و كيف تعود مجدداً إلى داخله، لأنك تعيش هناك.
نحن في الوقاع نعيش داخل صناديقنا.
أريد أن أسأل هذه الأسئلة.
سألت هذه الأسئلة لنفسي.
و هذا العرض التقديمي هو رحلة صغيرة عبر الإجابات التي وجدتها.
أتمنى أن يلاقي بعضاً منها صدى لديكم.
أول شيء لتسأله، لماذا.
لماذا عليكَ أن تخرج من الصندوق؟
لأننا داخل الصندوق نشعر بالأمان
نوافق الآخرين على ما يقولون.
و عندما نخرج، نكون قد خاطرنا بسمعتنا.
و التي عملنا بجهد، طيلة حياتنا لنبنيها
لماذا علينا المخاطرة بها؟
هل هذا شيء كمالي، حيث أن فقط قلّة من الناس يقومون به،
أم أنه ضروري حقاً؟
لماذا؟
فكروا في حياتنا اليوم.
نحن أجزاء من شبكة
نحن عُقد في شبكة ما
و نحن نتشارك المعلومات في الحقيقة،
و نحن، في النهاية، سنمتلك نفس المعلومة.
هذه هي النهاية، و هذه فكرة مخيفة.
إذا ما امتلكنا جميعا نفس المعلومة،
ما الذي يحدد الاختلاف فيما بيننا؟
أين ستكون كرامتنا كبشر؟
إنها تعتمد على ما ننتج من هذه المعلومة التي تمت مشاركتها.
أن نفكر بشكل خلّاق، أن نخرج من الصندوق، ليس من الكماليات.
إنه ضروري لنا، و لكرامتنا كبشر.
عن أي صندوق نتحدث؟
يجب أن يكون لدينا تعريف واضح،
لكي نكون نتحدث عن شيء محدد بعينه.
إنه ليس عقلنا: لا يمكننا التفكير خارج عقلنا.
إنها حدود داخل عقولنا.
حدود بين ما نعرفه،
و الذي لم نكن حتى الآن قد فكرنا به.
ما هو عقلنا؟
ما هي بنيتنا المعرفية؟
إنها ظاهرة تنتج عن آليات معقدّة،
و التي هي الدماغ.
نبدأ مع الظروف الأوليّة، و التعليمات الوراثية المسبقة.
لدينا شروط تحدنا، البيئة.
لدينا تجربة غير مباشرة،
سنوات و سنوات قضيناها في المدرسة و الجامعة
لنتعلم كيف فكر الناس الآخرون،
ماذا اكتشف ناس آخرون،
ماذا صنع أناس آخرون.
ثمّ، لدينا تجربتنا الشخصية المباشرة،
نجاحنا، فشلنا و الذين يجعلاننا ما نحن عليه.
كل هذا يبني حولنا "وكر النمل" هذا الذي نعيش فيه،
و نحنا نعيش بشكل جيد على هذا النحو.
مهما فكرنا ضمن "وكر النمل" هذا هذا الصندوق، نشعر بالأمان.
و مهما كان خارجه، فهو غير مرئي لنا.
نحن لا نعلم ما الذي يوجد في الخارج.
لهذا من الخطر جداً، لأنه ما من أحد آخر أيضا يعرف.
نحن نواجه شيئا ما ضروري كثيرا لكرامتنا،
و لكن في الواقع ليس من الصعب القيام بذلك.
كيف نخرج من الصندوق؟ كيف نقوم بذلك؟
ما هي الآليات للقيام بذلك؟
هل علينا الانتظار على تفاحة كي تسقط على رؤوسنا،
أم هنالك تقنيات محددة؟
الواقع في الخارج ينتظرنا كي ندركه.
هذا جميل. أنت ترى هذه الزهور.
لدينا الكثير من الأفكار، و التي هي معلوماتنا المتقاربة،
الأفكار المهيمنة.
في أي وقت نحتاج أن نفكر في منطقة، منطقة مركزة،
لدينا أفكار حول ما يجب أن تكون عليه الأمور.
لدينا متطلبات، لدينا خصوصيات.
نحن نعلم كيف هي الأمور،
لأنه لطالما كانت هكذا.
و لكن إذا أردنا الخروج من الصندوق،
علينا أن نضيف المزيد، بعض التوابل.
و هو ما يتجاوز المعلومات المتعارف عليها.
شيء خاطئ، شيء سخيف،
شيء من الواضح تماما لا صلة له.
شيء ما يأخذنا بعيداً.
هذا ما نسميه معلومات متباينة.
نحتاج للقليل من هذه المعلومات المتباينة
كي نعبر الحدود داخل عقولنا،
مما نعرفه إلى ما لم نفكر به حتى الآن.
هذه الآلية الأساسية إنها ضرورية.
و هي تأخذنا إلى مكان حيث لا نعرف إلى أين نذهب.
نحن مع وقف التنفيذ.
تشبه لعبة الوسط في الشطرنج.
إلى أين تذهب ما أن تخرج من الصندوق.
ليس لديك وجهة محددة.
إنها حالة محتملة جداً
و الذي يقودنا بدوره الى إحساس الحاجة للعودة من حيث أتينا.
هذا غير منطقي أبداً.
هيا بنا لنعود إلى المنطقة الآمنة. هيا بنا نعود إلى داخل الصندوق.
هذا هو الإغراء الذي يتوجب علينا مقاومته.
علينا أن نثمّن عالياً التفكير الطويل.
عادةً، نتحدث عن التفكير الرائع،
التفكير السريع، التفكير العميق،
و لكننا هنا نتحدث عن شيء مختلف،
التفكير الطويل.
ماذا يعني هذا؟
إها فكرة تأخذنا بعيدا.
إنها كما لو كنت تقرأ قصيدة أو تستمع إلى الموسيقى.
أن لا تحكم على النوتات المفردة.
أنت لا تحكم على الكلمات المفردة.
أنها كاملة التي تعطيك إحساس، و تأخذك بعيداً.
علينا أن نفعل الشيء ذاته مع مفاهيمنا.
علينا أن نذهب بعيداً.
يمكننا أن نستخدم ترابط الأفكار،
خليط من الأفكار، استخراج المبادئ،
و تطبيق هذه المبادئ
في مناطق لم تطبق فيها مسبقاً.
علينا أن نكو منفتحين. علينا أن نكون طليقين.
أن نبحث عن البدائل، لا عن الإجابة الصحيحة.
لأنك عندما تفكر بشكل إبداعي، ما من هناك إجابة وحيدة صحيحة.
هناك الكثير من البدائل الممكنة.
أفترض الآن أننا محظوظون.
حصلنا على فكرة جديدة في رحلتنا،
في استكشافنا ما خارج الصندوق.
ما هي قيمة هذا؟
كيف نقيم قيمة فكرة جديدة؟
ذلك صعب جدا إن كانت جديدة حقا، لأنك لم تشاهدها مسبقا.
لم يشاهدها أحد مسبقاً.
الأمر كما لو أننا هبطنا على كوكب جديد، منطقة غير مكتشفة بتاتاً.
إنه من الصعب أن نفهم قيمة شيء جديد.
أولاً و قبل كل شيء، لأننا لا نشعر بحقنا بأن نكون مخترعين.
من أنا لأكون صانع فكرة جديدة؟
من المحتمل أن أحدهم قد فكر هكذا.
لو هذا صحيحاً، لكان أحد آخر غيري قام بهذا قبلي.
هذه هي كل الآليات التي ستقودنا إلى قتل أفكارنا بأنفسنا.
علينا أن نقاوم هذا.
علينا أن نبحث عن صلة الوصل بين الفكرة الجديدة
و على ما كنا نسعى في البداية و نركز عليه،
أو تقييم الفكرة بحد ذاتها بقيمتها الخاصة
و لربما وجدنا شيء ما قد يحل مشكلة أخرى،
و لم تكن في الأساس مشكلتك أنت.
الصُدف تحدث في كل الأوقات.
علينا فقط أن نمتلك العيون التي ترى هذا،
لنلاحظ الاختلاف.
حسناً، و لكننا حيوانات اجتماعية.
و نعيش في بيئة،
لذا أن نفكر خارج الصندوق، لنجلب أفكار جديدة إليه،
سوف يكون تحدي لهذه البيئة.
متى كانت فكرة جيدة أن تتحدى كل المحيطين بكَ
في بيئتك التي تعمل بها؟
لديك مديرأو مديرة
لا تريد أن تغضبهم.
متى كانت فكرة جيدة أن نفكر خارج الصندوق؟
بادئ ذي بدء، لو كانت البيئة تعاقب على الأخطاء،
لن يكون من المغري حقاً أن تخرج من الصندوق هذا.
ستبقى آمن في بيئة معروفة.
إذا كنت ترغب في تحفيز بيئة غير خلّاقة،
تحتاج لأن تسمح بوجود معلومات متباينة.
تحتاج لأن تسمح لأفكار لا تنطبق مع الأفكار السائدة بالدخول.
عليك أن تمزج و تصل التخصصات المختلفة.
عليك أن تستخدم الاستعارات المنظمة.
فقط في هذه الحالة، ستسمح للبيئة
أن تكون عرضة لتقبل أفكار جديدة.
أريد إنهاء حديثي بتجربة صغيرة.
أردنا أن نقوم بها بشكل تفاعلي معكم،
و لكن الوقت قليل.
و لكنني كنت قد حضرت بالفعل شيئاً ما،
و لكن لنكون صادقين،
تم القيام بهذا بوقت يقدر ببضع دقائق.
توليد الأفكار، هذه الرحلة إلى خارج الصندوق،
و الذي يحصل بدوره بسرعة كبيرة.
أين يجب أن نقوم بالتجربة؟
لنقل فحسب أنن نريد أن نولّد أفكار جديدة من أجل مؤتمرات (تيد).
نحن هنا، لنركز على هذه الفكرة و التي تبدو واضحة لنا جميعاً.
دعونا نبدأ بمعلومات متقاربة حول مؤتمرات (تيد).
ما الذي نحتاج له لتنظيم مؤتمر (تيد) جيد أو ممتاز؟
ستحتاج إلى متحدثين بارعين و التي بدورها ستأتي لاحقاً.
ستحتاج إلى موضوع ممتاز.
ستحتاج إلى أشخاص بارعين ينقلون الحديث من شخص لآخر.
تحتاج إلى إعدادات كبيرة.
القائمة ستطول، و كل ما قلته إلى الآن تعرفونه بالفعل.
هذه كلها معلومات مشتركة، آمنة.
لم اخترع أي شيء جديد. مازلت في الصندوق.
الآن أريد أن أخرج منه،
لذا سوف أقوم ببعض التعديلات
لأي يكن من هذه العناصر التي نتفق عليها.
لنبدأ من آخرها على سبيل المثال الإعدادات الكبيرة.
على سبيل المثال نعدل، فنقوم بالمبالغة بالأمر.
حيث سنصل إلى الذروة.
بدلاً من أن نفكر بمؤتمر (تيد) على مسرح،
نفكر مؤتمر (تيد) في ستاد رياضي.
هل تبدو منطقية؟ في ستاد رياضي؟
من الصعب تنظيمها، حتى أكثر من مسرح،
و كيف ستملأ المكان؟
كيف تملأ ستاد رياضي؟
إن ذلك صعب جدا. لا يبدو ذلك منطقيا أبداً.
أشعر بالإغراء لأن أرفض الفكرة.
و لكن سأتحرك بعد ذلك و أقول،
حسناً، لربما الاستاد الرياضي كان مملوء بالناس بالفعل.
انطلاقا من هنا يمكنك أن تحصل على الفكرة
بأن تجري مؤتمر(تيد) بين الشوطين لمباريات كرة القدم،
شبكة من الخطابات التي تحدث بين شوطي المباريات.
فكرة جيدة، فكرة سيئة؟ سأتركها لكم كي تقرروا.
خذوا عنصر آخر: متحدثين بارعين.
هذا آكثر عنصر أساسي في مؤتمرات (تيد).
لنبعد هذه الفكرة.
سنقضي على المتحدثين البارعين.
هل يبدو هذا منطقياً؟ كلا، لقدخرجنا من الصندوق.
هل قد يقودنا هذا إلى شيء مفيد؟
يمكنني قول ذلك، حسناً، لن أحتاج إلى متحدثين،
و لكنني سأحتاج إلى الخطابات، للأحاديث، للنصوص.
من هنا تأتي فكرة
بأن يقوم شخص بتسليم الخطاب إلى شخص آخر.
أن نبدل المتحدثين.
و يكون عندها مؤتمر (تيد) تعاوني.
لربما لأجرينا ثنائيات على خشبة المسرح، بدلا من عنصر واحد،
أو لدينا أناس يتحدثون حول الموضوع،
أناس لديهم هذا الموضوع.
بهذه الطريقة لدينا في النهاية نقطة تفوق.
أن نكون بعيدين عن "الأنا".
ألا يوجد بحث عن مجد شخصي أبدا،
إذا كنت تتحدث عبر نص لشخص آخر.
هذه فقط أمثلة، فقط أمثلة،
لأريكم أنه من الممكن و ليس من الصعب في الحقيقة،
أن نفكر خارج الصندوق.
أتمنى أن هذه الرحلة كانت بشكل أو بآخر ممتعة لكم،
و الآن تريدون أن تقوموا بالمزيد.
شكرا لانتباهكم جميعا.
(تصفيق)